عيون وآذان دنياي تنهار حولي

عيون وآذان (دنياي تنهار حولي)

عيون وآذان (دنياي تنهار حولي)

 عمان اليوم -

عيون وآذان دنياي تنهار حولي

جهاد الخازن

ماذا بقي من الوطن العربي؟ كل ما هو جميل وواعد مهدد أو مضى وقضى لتخلفه بشاعة ويأس. لا أصدق، أو لا أريد أن أصدق، أنني أصف اليوم وطني، وأتمنى أن تثبت الأيام المقبلة أنني أخطأت. لا أكتب تحليلاً سياسياً، ولا أحاول أن أطلع بنظرية اقتصادية أو اجتماعية جديدة، ولا أتوكأ على ما سمعت من هذا المسؤول أو ذاك. أريد فقط أن أترجم ما في القلب والعقل بكلمات، وأنا أرى الدنيا، أو دنياي، تنهار من حولي. لا أتصور نفسي من دون مصر وسورية وكل بلد عربي. لا أستطيع أن أكون لبنانياً فقط. فالبعد العربي جزء من حياتي وهي من دونه الموت واقفاً على قدمين. هل أستطيع أن أقول عن مصر شيئاً لا يعرفه القارئ، وهو يراه بالصوت والصورة كل يوم. الاقتصاد المصري صفر، وتسعون في المئة من المواطنين يعانون. وكان فريق من صندوق النقد الدولي زار مصر وعاد إليها، وهناك مفاوضات على قرض بمبلغ 4.8 بليون دولار، من شروطه وقف الدعم الرسمي لسلع أساسية، أي قوت الشعب. وهكذا الحل لمشاكل اقتصاد مصر 4.8 بليون دولار في بلاد يسكنها 90 مليون مواطن. هو مبلغ يكفي لأسبوع أو اثنين، ويبقى أن يجد حزب الحرية والعدالة ما يكفي لخمسين أسبوعاً آخر في السنة. كل شيء في مصر انتقل من سيئ إلى أسوأ ثم إلى أسوأ منه في السنتين الأخيرتين. وأتجاوز انهيار الأمن واختناق حركة المرور، وأجد أن فن المعاكسة سقط مع ما سقط، فبعد يا قشطة، ويا مهلبية، أصبحنا أمام تحرش واعتداء واغتصاب، فالجدعان الذين وجدوا أن غاية الدين أن يحفوا شواربهم لا يستطيعون حل أي مشكلة فيغتصبون بنات بلدهم، وثمة أخبار كل يوم هي من الإيلام أنني أرفض الغوص فيها، فلا أقول سوى أنني لم أتصور في حياتي أن تعتدي مجموعة من الرجال المصريين على شابة مصرية في ميدان التحرير. هل هو تحرير الذكور من الأخلاق والشهامة والطيبة؟ الوضع في مصر سيئ جداً، إلا أنه في سورية أسوأ، فهناك مواجهة بين نظام اختار القتل حلاً، ومعارضة نصفها وطني شريف، ودخل عليها الآن إرهابيون هم أخطر أعداء العرب والمسلمين، والإنسانية جمعاء. وأتلقى بالفيديو كل يوم أخباراً مصورة عن «إنجازات» المعارضة التي انتهى الجزء المتطرف منها بحلف معلن مع القاعدة الإرهابية. هؤلاء الإرهابيون ليسوا المعارضة الوطنية الشريفة الموجودة على الأرض وفي الخارج، ولا يجوز الخلط بينهما. والآن هناك رئيس وزراء اختارته المعارضة هو غسان هيتو، وهو معارض من دمشق كردي هبط علينا بـ «براشوت» من أميركا حيث يعمل ولم أكن سمعت باسمه من قبل. النظام يرسل طائراته الحربية لقصف أحياء مدنية، وعندما تُسقِط صواريخ الإرهابيين عدداً منها في يوم واحد، يطلق النظام صواريخ سكود على أهل البلد، والجزء الإرهابي من المعارضة يرد عشوائياً، وهكذا فالسلاح الذي كان يفترض أن يحمي البلد وأن يستعمل ضد إسرائيل يقتل المدنيين السوريين، والطرفان يفاخران بانتصاراتهما، وتفرح إسرائيل. هل هذا واقع أم كابوس أفيق منه وأذهب غداً إلى دمشق لأزور الأهل والأصدقاء؟ الكتابة عن بلادنا من نوع المشي على الشوك. في العراق هناك عمليات إرهابية لا تنقطع، والضحايا قد يبلغون مئة في يوم وعشرة في يوم آخر. هناك إرهاب مستورد على الطرف الآخر من الوطن في بلدان المغرب العربي حيث تبحث الولايات المتحدة عن قاعدة لطائراتها من دون طيار. تونس لم يستقر الوضع فيها والحكومة الجديدة تواجه مشاكل ليست من صنع يديها. السودان قُسّم قسمين وثمة حديث يوماً عن اتفاق، ويوماً عن حشود على الحدود الجديدة وحرب وشيكة ممكنة. اليمن عادت مشاكله بين الشمال والجنوب، وداخل قسمي البلد الذي يستضيف طائرات أميركية بلا طيار لا تقتل إرهابياً إلا وتقتل معه مدنيين أبرياء. لبنان يستورد المصائب من سورية. دول الخليج تواجه تهديدات داخلية وأطماعاً فارسية قديمة عائدة. أبحث في الخـريطة عن وطن عربي آخر، عن وطن كنت أعرف وأحب. نقلا عن جريدة الحياة

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان دنياي تنهار حولي عيون وآذان دنياي تنهار حولي



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab