حزب الله الأميركيّ الهوى لا لفرنجية نعم لسماحة والآتي أعظم

"حزب الله "الأميركيّ الهوى": لا لفرنجية.. نعم لسماحة.. والآتي أعظم

"حزب الله "الأميركيّ الهوى": لا لفرنجية.. نعم لسماحة.. والآتي أعظم

 عمان اليوم -

حزب الله الأميركيّ الهوى لا لفرنجية نعم لسماحة والآتي أعظم

علي الأمين

تطوّر الاتفاق الإيراني – الأميركي كان يتلازم مع توحيد النظرة بين الطرفين اتجاه" العدوّ". فالرسائل الإيرانية إلى الولايات المتحدة الأميركية، سواء من خلال الرسائل الرسمية أو من خلال مخاطبة المسؤولين الإيرانيين الرأي العام الأميركي، ركّزت في السنتين الأخيرتين على أنّ الإرهاب هو عدوّنا وعدوّكم وعدوّ الإنسانية.

وكما أنّ الولايات المتحدة الاميركية وضعت اولوية مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية في سياستها الخارجية، بدت إيران معنية امام ازمة هضم العلاقة الايجابية مع الشيطان الاكبر، بإيجاد البديل. فكان الارهاب التكفيري. وبغضّ النظر عما إذا كان لإيران دور في وجود داعش او لم يكن لها أيّ دور، فالثابت أنّه لم يكن ممكناً انخراطها في أيّ علاقة مع واشنطن لو لم يكن هناك عدو مشترك مثل داعش، يستطيع أنّ يغطي عملية التحول النوعي في العلاقة مع واشنطن. مع التأكيد أنّ إيران، منذ وصول روحاني إلى رئاسة الجمهورية، كان اتخذت قرارا قوميا بالانفتاح على واشنطن والدول الغربية عموما، انسجاما مع المزاج الإيراني الشعبي العام. وبعدما لمست أنّ العقوبات باتت تهدد استقرار الدولة ونظامها، تطلّب مسوّغ المصالحة عدوّا جديدا يملأ الفراغ الذي يحدثه تحوّل الشيطان الأكبر إلى مشروع صديق وحليف.

تدرك القيادة الإيرانية أنّ العدو البديل لا يمكن أن يكون الكيان الصهيوني، فالطريق الى واشنطن إن كان لايمر في تل أبيب، فهو بالتأكيد لا يمكن أن يمر في تصعيد العداء مع إسرائيل. لذا يمكن ملاحظة أنّ كل الرسائل الإيرانية السياسية والاعلامية الى واشنطن، خلال السنتين الأخيرتين، لم تتورط ولا مرّة في اظهار عدائها لأسرائيل بقدر اظهار مخاطر "الإرهاب الاسلامي السنّي" الذي تمثّله داعش أو السعودية "التي تدعم الإرهاب في المنطقة".

في المقابل واشنطن لا "تنسحب" من الشرق الأوسط بقدر ما تعيد "ترتيب" هذا الشرق الأوسط. فإدارة أوباما غير معنية برسم نظام تفصيلي للمنطقة. بل هي انقلبت على سياسة إدارة جورج بوش، التي صنّفت الدول على أساس "محور الشرّ" و"محور الخير" غير المعلن. وتلك الإدارة احتلّت العراق من أجل "بناء نظام ديمقراطي"، وفشلت. أوباما فرض تغييرا جديدا عنوانه عدم التورط المباشر في تفاصيل نظام المنطقة. هذا التغيير الأميركي احدث فراغات، وتغييرا في علاقات اميركا مع خصومها وحلفائها. هكذا يمكن ملاحظة التعامل الأميركي مع الدخول الروسي الى سورية عسكريا، ما دام لا يتجاوز المنطقة الحمراء المتمثلة بالمصالح الاسرائيلية. وبما أنّ الاميركيين باتوا مقتنعين، بعد تجربة التغيير في العراق العام 2003، بضرورة عدم اسقاط الدولة، فقد برز الانسجام مع الموقف الروسي تجاه اهمية عدم سقوط الدولة السورية بمؤسساتها وجيشها.

 

هذا التقارب مع روسيا وإيران قابله تغيير في العلاقة الاميركية السعودي. يكفي أنّه في لحظة التوتر السعودي الإيراني، بعد الاعدامات الاخيرة في السعودية وحرق السفارة السعودية في طهران، أن تكون ردة فعل واشنطن الدعوة الى ضبط النفس. فواشنطن ساوت بين من يفترض أنّه حليف، اي السعودية، ومن كان هو العدو، أي إيران. هذا يُظهر بوضوح أنّ العلاقة الاميركية السعودية لم تعد كما كانت، وثمة في واشنطن اصوات عدّة ترتفع ضدّ المملكة السعودية الى درجة أنّ ما ينشر، بحسب خبير اميركي، من مقالات في الصحف الاميركية ضدّ السعودية ونظامها هذه الأيام، لم يحصل حتّى غداة أحداث 11 ايلول.

وبعد أن كان النفوذ الايراني يُنظر اليه أميركياً باعتباره صادرا عن "محور الشرّ"، او تصرفا يصدر من "دولة مارقة"، بات اليوم دوراً مقبولاً وضرورياً في الحسابات الاميركية. ومع الاعتراف الاميركي بهذا الدور ستوجّه إيران المزيد من الرسائل القوية عبر اذرعها الى خصومها، وتحديدا السعودية. وأبرز الأذرع حزب الله في لبنان، الذي في كلّ سلوكه السياسي، يعمل على تأكيد أنّه الآمر الناهي في لبنان. وما رفض مبادرة الرئيس سعد الحريري ترشيح الوزير سليمان سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وإخلاء سبيل ميشال سماحة، إلا رسالتين في صندوق بريد واحد، مفادهما أنّ "لبنان لنا" و"نحن الذين نقرّر". والرسالة ايضا تقول إنّنا "كنا القوة الحاسمة" في مرحلة الخلاف الإيراني مع أميركا، فماذا تنتظرون أن نكون في لحظة التوافق الإيراني – الاميركي؟

الثابت أنّ إيران تستعدّ لتوجيه المزيد من الرسائل النارية إلى السعودية. ليست رسائل مباشرة. فالرئيس روحاني يطلق كلاما للتطمين، لكن ذلك لن يحول دون أن تتحرك أذرع إيران في المنطقة ما دامت بعيدة من اسرائيل، هذه المرة من دون حذر، في العراق واليمن وحتّى في سورية، وربما داخل السعودية نفسها من دون ان يواجهها هذه المرة ايّ غضب اميركي.

omantoday

GMT 16:54 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

إيران وفلسطين

GMT 14:21 2023 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان ساحة لصدامٍ مستمر!

GMT 22:38 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

2023 استكمال لتفكيك لبنان نهائياً!

GMT 23:41 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المقاومة …!

GMT 21:41 2023 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حرب غزّة: ملاحظات هادئة على أوضاع صاخبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزب الله الأميركيّ الهوى لا لفرنجية نعم لسماحة والآتي أعظم حزب الله الأميركيّ الهوى لا لفرنجية نعم لسماحة والآتي أعظم



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab