«هي فوضى» ما قاله السيسي وما قاله صدام

«هي فوضى».. ما قاله السيسي وما قاله صدام ؟

«هي فوضى».. ما قاله السيسي وما قاله صدام ؟

 عمان اليوم -

«هي فوضى» ما قاله السيسي وما قاله صدام

حسن البطل

ارتحت من ركوب سيارات 7+1 البرتقالية بين رام الله وبيتونيا. غيّرت مكان سكني وارتحت. لماذا؟ معظم الشوفيرية يبجّلون صدام حسين بصور عديدة حاملاً بندقيته كآخر أبطال العروبة.
هل انتهت بطولته باحتلال الأميركيين بغداد، أم تجلّت وهو على حبل المشنقة يردد كلماته الحماسية الأخيرة ثلاثاً: تعيش الأمة العربية. تعيش فلسطين.
لكل مرحلة دولة ورجال.. وأبطال، وصار نصر الله بطلاً للمقاومة والعروبة، وغربت شمسه لدى بعض مريديه كأداة من أدوات إيران.
ما الذي ذكّرني بـ «تعيش الأمة العربية»؟ إنه مشروع «بطل» عربي جديد هو عبد الفتاح السيسي، الذي كرّر في قمة شرم الشيخ العربية الـ 26 عبارة صدام ثلاثاً، ولكن بصيغة «تحيا الأمة العربية».
البعض تذكّر في ترديد السيسي لعبارة صدام دورا مصريا يبحث عن بطولة عربية كانت لجمال عبد الناصر يوماً.
ماذا تذكّرت أنا؟ ربما بين قادة «أبطال» عرب وقادة «أبطال» عرب، ما قاله رئيس وزراء الصين، في حقبة ماو تسي تونغ. سئل شو ـ آن ـ لاي: كيف ترى عالم الغد؟ قال: «تحالفات جديدة وعداوات جديدة، وفوضى في كل مكان». تهمنا الفوضى في المكان العربي.
هل بدأت الفوضى العربية بثورات الربيع العربي، أم كانت قد بدأت بسقوط بغداد، وتصادف سقوطها في نيسان، الذي يصادف ذكرى تأسيس حزب البعث. حرب بين البعثيين حرب على البعثين؟!
لا أعرف، تحديداً، من هو السياسي أو المفكر الأميركي الذي تحدث عن «فوضى خلاّقة».. ولا يبدو لي أن قمة شرم الشيخ الأخيرة ستكون بداية انتظام هذه الفوضى مع قرار تشكيل قوات عربية مشتركة.
لن يكون تنفيذياً قبل أربعة شهور. العروبيون القوميون تحدثوا، حتى قبل هذا الربيع العربي الوخيم عن الخطر الإيراني، وخاصة بعدما بدا لهم سقوط بغداد مرة ثانية تحت النفوذ الإيراني وتوسعه إلى دمشق وبيروت.. ثم اليمن.
البعض تحدث عن الخطر التركي ودوره في الحرب الأهلية السورية، وطموح تركيا إلى مجد السلطنة العثمانية، كما طموح إيران إلى الفارسية الساسانية، انتقاماً ـ كما يقال ـ من معركة القادسية. ولا أدري هل هي قادسية سعد بن أبي وقّاص، أم «قادسية صدام»؟
ما هي الفوضى؟ فرس ضد عرب، وعرب ضد أتراك طورانيين، ومسلمون ضد نظم عربية، ومسلمون شيعة ضد مسلمين سنّة.. وحتى صراع بين سنّة «داعش» وسنّة «النصرة».
عندما نشبت حرب السنوات الثماني الضروس بين عراق صدام وإيران الإمام الخميني، وكانت أطول حرب منذ الحرب العالمية الثانية، قال رفائيل إيتان، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك: الجانبان يستمتعان بتدمير نفسيهما.. وإسرائيل مستمتعة باستمتاعهما!
في زمن مضى، وقت أن كان «الخطر الإسرائيلي» هو المركزي على الدول العربية والعروبة، قيل: لا حرب بلا مصر، ولا سلام بلا سورية!
في زمن راهن، وقت الحديث عن «الخطر الإيراني».. الفارسي، الشيعي، قد يقال: لا حرب عربية بلا مصر.. وأما سورية فهي مشغولة عن السلم والحرب القومية بحروب تختصر الفوضى العربية: أنقرة ضد دمشق. طهران تسند دمشق. «داعش» السنّية تسيطر على ثلث سورية وعاصمتها الرقة، ومناوئتها النصرة تسيطر على حصتها لإقامة ولاية إسلامية أخرى في إدلب.. وأميركا وتركيا والغرب يفتشون عن «مقاومة معتدلة» لتسليحها وتدوينها لتحارب ضد «داعش» وضد «النصرة».. وضد النظام، أيضاً.
وإسرائيل؟ هي لا تتحدث عن خطر الأنظمة وجيوشها، بل عن الخطر الإسلامي بشقيه: الشيعي والسنّي، أو عن الدول العربية السنّية ضد الدول والحركات الشيعية.. وعن تحالف مصلحي بين إسرائيل ودول سنّية.. شرط أن يمرّ برام الله!
الحقيقة أن إيران تدافع عن مصالحها سواء في مفاوضات ملفها النووي مع الدول الست، أو في حروبها بالوكالة في ثلاث أربع دول عربية؛ وأما تركيا فتدافع عن مصالحها في عالم إسلامي سنّي، والمفارقة أن في إيران أقلية سنّية، وفي تركيا أقلية شيعية ـ علوية.. والعروبة والإسلام «موزاييك» أقليات.
ماذا عن مصر؟ إنها تقود القوات العربية المشتركة لأن «أمن الخليج» خط أحمر مصري، وفي جانب آخر، تجري مفاوضات سلمية مع الخرطوم وأديس أبابا لتنظيم الحصص المائية لدول وادي النيل بعد إقامة سدّ النهضة الأثيوبي، أكبر سدود أفريقيا لتوليد الكهرباء.
على العرب أن يجدوا صيغة لتفاهم استراتيجي سياسي مع إيران، وآخر مع تركيا، لأنها صراعات قومية ودينية وعرقية مدمّرة.
ما قاله صدام، وما قاله السيسي، وما يجب أن تقوله علاقة صحيحة بين الإسلام والعروبة.
هذا هو الردّ الصحيح على الخطر الصهيوني ـ اليهودي ـ الإسرائيلي.

 

omantoday

GMT 10:14 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 10:13 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 10:12 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 10:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 10:09 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

GMT 10:08 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

GMT 10:07 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

إيران: مواءمة قطع الأحجية الخاطئة الراهنة

GMT 10:05 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان بين إعادتين: تعويم أو تركيب السلطة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«هي فوضى» ما قاله السيسي وما قاله صدام «هي فوضى» ما قاله السيسي وما قاله صدام



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:56 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج السرطان

GMT 17:07 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 09:54 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الحوت

GMT 21:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 05:12 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 04:25 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab