سبق عالمي للتراث المصري

سبق عالمي للتراث المصري

سبق عالمي للتراث المصري

 عمان اليوم -

سبق عالمي للتراث المصري

بقلم - سحر الجعارة

 

فى مؤتمر المرأة ببكين، الذى عقدته الأمم المتحدة، اتفقت مع صديقاتى أن نرتدى جميعا ملابس من التراث المصرى، ارتدت المحامية أميرة بهى الدين الملس-الزى الشرقاوى وهو موجود حتى الآن، وإرتدت المستشارة تهانى الجبالى، رحمها الله، التلى الصعيدى.. بينما فضلت أن أرتدى الجلابية الفلاحى مع كردان فضة .. لم أكن أعلم ساعتها أن الأمم المتحدة تقيم ليلة لكل منطقة جغرافية ترتدى فيها النساء الأزياء التراثية و تقدم أشهر المأكولات.. كنت سعيدة بهذا الموقف وعندما دخلت فيسبوك كانت أول صورة بروفايل لى هى صورة بكين.

والأزياء التراثية تمثل هوية وطنية وذاكرة حية باقية لتراث الشعوب على الرغم من العولمة والعصرنة، كما تعد سجلاً يحفظ بين طياته عادات الأمة وتراثها، ويستدل بها على كثير من المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، والمنزلة الاجتماعية وإن اختلفت أشكالها وألوانها.

والتراث الشعبي هو عادات الناس وتقاليدهم وما يعبرون عنه من آراء وأفكار ومشاعر يتناقلونها جيلاً عن جيل. ويتكون الجزء الأكبر من التراث الشعبي من الحكايات الشعبية مثل الأشعار والقصائد المتغنّى بها والقصص البطولية والأساطير. ويشتمل التراث الشعبي أيضًا على الفنون والحرف وأنواع الرقص، واللعب، واللهو، والأغاني أو الحكايات الشعرية للأطفال، والأمثال السائرة، والألغاز والأحاجي، والمفاهيم الخرافية والاحتفالات والأعياد الدينية. كذلك فكل الناتج الثقافي للأمة يمكن أن نقول عنه "تراث الأمة" .. وهو يختلف جذريا عن "التراث الحضارى" الذى يعنى ما خلفتة الحضارات المتعاقبة على مصر من آثار وأبنية مثل الآثار الفرعونية و الكنائس والمساجد والقصور .. حتى أدوات الحرب القديمة والمخطوطات.

ويعد التالى talli من أروع الحرف اليدوية التى أشتهرت فى صعيد مصر خصوصا قريتى أخميم وجزيرة شندويل بمحافظتى أسيوط وسوهاج، التلى شكل خاص من أشكال التطريز على الملابس لخيوط كانت فى الماضى مصنوعة من الفضة أو الذهب وأصبحت الآن من الحرير والصوف، وأنواع أخرى من الخيوط القيمة، على قماش التل.

توارثته نساء الصعيد عبر أجيال وأجيال، تعطيه الأمهات لبناتهن كهدية يوم العرس ، إرث غال وثمين، يضاهى ما يورث من ذهب وفضة، خاصة وهو ينفذ بأيديهن وفى بيوتهن، (توب) جلباب وشال عليه نقشت النساء حكايات تكتب بالرموز، لعل أهمها الاحتفاء بالزواج، وإبراز مكانة العائلة، وكيف حافظت الأسرة على ابنتها منذ الميلاد، وحتى يوم الفرح.

تقص النقوش حكاية متقنة، وذلك من خلال مجموعة من الرموز والموتيفات المتعارف عليها كمفردات التراث الشعبى، تم حصرها فبلغ عددها 120 رمزا وموتيفة تقريبا، ولم تخرج عنهن الصانعات حتى الآن.

ووصل التلى إلى القمة، عندما أهداه محمد على باشا والى مصر إلى ملكة إنجلترا، وكعادة الملوك هناك، أحتفظت بالهدية فى متحف بلادها، وتحديدا متحف فيكتوريا ألبرت فى لندن، سجلت أسفله كل البيانات، لعل أهمها، صنع فى صعيد مصر.

ومؤخرا صورت أحدى السيدات الانجليزيات حديثا صورة (التوب) من المتحف، وأتت بالصورة للصعيد مصر، فى أواخر الثمانينات من القرن الفائت، تسأل عن أصل التوب وكيف نشأ وما شابه، وكانت صدمتها بالغة حين اكتشفت أن هذا الفن لم يعد له وجود منذ الثلاثينات من القرن الماضى... لكنها فى نفس الوقت فتحت الأبواب الموصدة لإحياء حرفة التلى.

ومع إحياء الزى الصعيدى الأروع أصبح مذيعات مصريات شهيرات ترتديه، وقد قامت الدكتورة "مايا مرسي"، رئيس المجلس القومي للمرأة، بجهود جبارة لتسجيل حقوق "الملكية الفكرية" للتلى بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية "ألويبو" ، ونجحت فى تسجيل التلى كأول حرفة تراثية تحمل علامة تجارية جماعية فى مصر.

ويقيم المجلس القومى للمرأة –عقب العيد – إحتفالية هامة بنيل حقوق الملكية الفكرية ، فى ختام مشروع "الملكية الفكرية وريادة الأعمال للسيدات فى مصر –قطاع حرف التلى فى سوهاج".

وتجدر الإشارة إلى عمليات السطو المنظمة على التراث المصرى ،( بما فيه التراث الحضارى فلم تسلم حتى الأهرامات من هذه اللصوصية) ، وأيضا كانت حرفة التلى متنازع عليها مع إحدى الدول حيث لديها حرفة يدوية بنفس الإسم لكنها مختلفة تماما.. وهذا ينبهنا إلى ضرورة تسجيل التراث الشعبى-الفلكولور الذى لا يخضع لليونسكو .. وذلك بعد جمع تراثنا الشعبى والإهتمام بإعادة إحيائه.

omantoday

GMT 20:15 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

ثلاثة مسارات كبرى تقرّر مستقبل الشّرق الأوسط

GMT 20:12 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

لا تعزية حيث لا عزاء

GMT 20:11 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

حطب الخرائط ووليمة التفاوض

GMT 20:10 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

خرافات العوامّ... أمس واليوم

GMT 20:08 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

لماذا فشلت أوسلو ويفشل وقف إطلاق النار؟

GMT 20:08 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

الخصوصية اللبنانية وتدوير الطروحات المستهلكة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سبق عالمي للتراث المصري سبق عالمي للتراث المصري



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 19:51 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 04:59 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:18 2025 الأحد ,13 إبريل / نيسان

قيمة التداول العقاري في عُمان تتراجع 64%

GMT 23:59 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 04:06 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 21:10 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 20:52 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 05:08 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

برج الثور عليك أن تعمل بدقة وجدية لتحمي نفسك

GMT 15:48 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday

Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.

Beirut Beirut Lebanon