يا أبو الغلابة يا ليل

يا أبو الغلابة يا ليل

يا أبو الغلابة يا ليل

 عمان اليوم -

يا أبو الغلابة يا ليل

بقلم:أسامة غريب

  يقول الشاعر الشعبى وهو يحمل ربابته وسط جمهوره الريفى: «يا أبو الغلابة يا ليل»، فيضج الناس بالتهليل استحسانًا للمواويل التى تتغنى بالليل والليالى. ومع ذلك لست على علم بالأسباب التى جعلت الليل أبًا للغلابة، ولماذا لا تشمل هذه الأبوة الأثرياء الساهرين أيضًا، فضلًا عن النافذين والمتجبرين الذين يشاركون البسطاء سهر الليالى؟. وبعيدًا عن أبوة الليل للغلابة فإنه كان دائمًا صديقًا للعشاق والشاهد على قصص غرامهم، ولهذا كثيرًا ما يبدأ المطرب بـ «يا ليل يا عين» إذا أراد أن يحصل على الإعجاب ويستجلب التصفيق، وربما لهذا فإن أم كلثوم الواثقة من فنها لم تكن تميل لإيقاف الأغنية وإقحام موال، لأن حماس الجمهور لغنائها لم يفتر أبدًا، على العكس من فريد الأطرش الذى لا تخلو أغنية له من موال.

ولقد كانت مغامرة كبيرة من فيروز مع زياد الرحبانى أن تغنى أغنية ليس بها من كلمات سوى «يا ليل»، والغريب أن الملحن نجح فى تقطيع هذه الجملة القصيرة، وصاغ منها لحنًا متنوعًا عرج فيه على كل المقامات الموسيقية، فكانت تجربة فريدة وغير مسبوقة فى الغناء ساعد على إنجاحها المزاج العربى الميال للاستجابة لدواعى الشجن على الدوام. وبقدر وجود أغان احتفت بالليل وترجته أن يطول، مثل «أمانة عليك يا ليل طول» لكارم محمود وفتحى قورة، فإن أغنيات أخرى توجست من الليل وحذرت منه، بل واعتبرته غريمًا متربصًا يمكن أن نعلق فى رقبته الفشل والإخفاق فى الحب. من هذا النوع أغنية الليالى التى غناها عبد الحليم حافظ للموجى ومرسى جميل عزيز، وفيها يقول: بس قلبى لسه خايف م الليالى وأنت عارف قد إيه ظلم الليالى.. وطبعًا هو يقصد أن الزمن قد يأتى بما لا يتمناه المحبون، ومع ذلك فقد خص الليالى بالأمر ولم يلصقها فى الأيام!. وقال حليم أيضًا من كلمات محمد حمزة ولحن بليغ حمدى فى أغنية حاول تفتكرنى: الليالى الليالى من بُعدك واللى جرالى.. سهرنى الشوق دوقنى الشوق طعم الحرمان فى الليالى. كذلك غنت فايزة أحمد من كلمات إسماعيل الحبروك ولحن محمود الشريف: يا ليل كفاية حرام.. لا نوم ولا أحلام. هناك أيضًا أغنية «آخر ليلة» لشادية التى تنعى فيها قصة حبها فى ليلة سهرت فيها مع الحبيب حتى الفجر.. تقول كلمات محمد حمزة: كان الحب معانا ليلتها وكان الفرح ليلتها تالتنا.. بس يا خسارة ساعتها قد فرحتنا ساعتها.. قلبى كان حاسس ليلتها إن الليلة دى آخر ليلة. وفى أغنية أهل الهوى لأم كلثوم تدور الكلمات كلها حول الليل وسهر العشاق بين اليأس والرجاء.. تقول كلمات بيرم: يطولوك يا ليل بالسُهد والأفكار والشمس بعد الليل تطلع عليهم نار.

هناك نماذج أخرى كثيرة من أغانينا تلصق العذاب والحرمان والأسى والظلم بالليل والليالى دون أن تجرؤ على اتهام الصباح بذات التهم. وإذا كان الأمر كذلك فإن النصيحة تكون واجبة لكل من قست عليه الليالى وأذلته بأن يحاول قضاء مصالحه بما فيها قصص الحب.. بالنهار!.

 

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا أبو الغلابة يا ليل يا أبو الغلابة يا ليل



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 19:24 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab