إذا لم تستح يا نظام قطر

إذا لم تستح يا نظام قطر..

إذا لم تستح يا نظام قطر..

 عمان اليوم -

إذا لم تستح يا نظام قطر

بقلم - حبيب الصايغ

لا يخفي نظام قطر «استبشاره» بلقاءات متوقعة في واشنطن لقادة خليجيين مع الرئيس ترامب في خلال الشهرين المقبلين، بالإشارة إلى ما نقلته «رويترز» عن مصادر أمريكية توقعت لقاءات لولي عهد أبوظبي، وولي عهد السعودية، وأمير قطر، كل على حدة، مع الرئيس الأمريكي، والإضافة القطرية بعد ذلك أن هذه اللقاءات ستعجل حل ما أسمته وسائل الإعلام القطرية «الأزمة الخليجية»، وما نسميه هنا، حقاً وصدقاً، أزمة قطر، ما يمهد بعد ذلك لقمة لمجلس التعاون تعقد قبل نهاية العام. (عقد القمة السنوية مسألة اعتيادية). بغض النظر عن صدقية الخبر، فإن قطر المرتبكة المربكة تذهب بعيداً في التفسير وصولاً إلى الوقوع في فخ التأويل، ومشكلتها الكبرى أنها لا تعرف كيف تقرأ التجربة أو تستفيد من مجرياتها ونتائجها كما يفعل الآخرون.

الفرق هنا يتصل بالحكمة والعقل، ففي العقل القطري السياسي المحدود أن لقاءات اعتيادية مع ترامب كفيلة على سبيل الفور بحل الأزمة القطرية، من دون النظر في الأسباب والآثار، ومع إصرار عجيب على الأسلوب الخليجي التقليدي نفسه، أسلوب اللقاء وإظهار الود أمام الكاميرات و«حب الخشوم» ثم التأجيل مع إبقاء الحال على ما هو عليه. هذا الأسلوب الخليجي النمطي أثبت فشله الذريع، ونحن في الخليج لم نصل إلى اللحظة الحرجة الراهنة إلا بإسهام، بل إسهام كبير من هذا الأسلوب، وفيما وعت دول العقل والحكمة ضرورة مواجهة المشكلة بشكل حقيقي نحو حل حقيقي، مع الاستفادة من الدروس الماضية، خصوصاً درس 2013 و 2014، مشتملاً على اتفاقي الرياض والرياض التكميلي، وصولا إلى قمة الدوحة (2014 )، تظل قطر تدور في الدائرة الأولى وكأنها خارج الزمن.

قطر التي لا تستوعب التجربة لا تعرف، كنتيجة طبيعية، كيف تقرأ الواقع، ولا تعرف كيف تتعامل مع المستقبل، بما في ذلك المستقبل المنظور والمتوسط، ولا حل لأزمة قطر إلا بامتثال نظامها للمطالب الثلاثة عشر كاملة مقرونة بالمبادئ الستة، فهل فيكم يا قيادة وحكومة ونظام قطر رجل رشيد؟

هذا السؤال مشروع تماماً في ظل ما يلاحظ من ذهاب قطر «الشرس» و«المجنون» في اختراع الأباطيل ضد الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب خصوصاً دولة الإمارات، ويلفت هذا نظر المتابعين والمراقبين، مع نزوع قطر إلى افترض حل قريب على الطريقة التقليدية، والمضي في التبسيط المخل للأزمة وأثرها وخطرها ومعالجتها.

تجليات تصرفات قطر المشينة التي تستشرس في هذه المرحلة بالذات كثيرة، سوف يصار هنا إلى استعراض بعضها، وهي جميعاً تدل على إفلاس نظام قطر سياسياً وأخلاقياً، وإذا لم تستح يا نظام قطر فافعل ما شئت..

اليوم الاثنين، وفي برنامج «للقصة بقية» الذي تبثه قناة الجزيرة الإخوانية الإرهابية إثارة لما سمته القناة «التدين الجديد في أبوظبي»، وفي التقرير «نجاح أبوظبي في استقطاب رجال دين واختراق مؤسسات دينية عبر المال نحو إقامة المؤتمرات وطرح تدين جديد يقوي الاستبداد المرفوض في الدول العربية ويسوغ قوائم الإرهاب»، وفي النبذة الإعلانية عن فحوى البرنامج، ترد صور لجامع الشيخ زايد الكبير، والمصلين، كما ترد صورة للإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أثناء إحدى زياراته إلى أبوظبي. الإسلام الذي يضاد إسلام القرضاوي والإخوان المسلمين والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الممول من قطر لا يروق لحمد بن خليفة وتميم والشيخ يوسف القرضاوي والشيخ عزمي بشارة. إسلام المحبة والسلام والعدل والتسامح والوسطية والاعتدال، الإسلام المستنير، الإسلام الحقيقي، لا يمكن أن يعجب دولة التطرف والظلام والإرهاب، ولا يمكن أن تعجب دولة تؤوي وتدعم منظري الإرهاب والتفجير وقتل الآمنين من أمثال القرضاوي ووجدي غنيم، أو يجن جنونها لدى عرض مسلسل «غرابيب سود»، فتبادر مستميتة في الدفاع عن «داعش» الذي يبيع النساء ويقتل على الهوية.

قطر بهذا إنما تهاجم معظم علماء الأمة ممن انضم أو تضامن إلى ركب الظفر والتنوير، ركب «حكماء المسلمين»، و«منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، وركب مسلمي الفطرة والوعي على امتداد العالم الإسلامي. في الوقت نفسه، يهاجم نظام قطر، هذه الأيام، تسامح دولة الإمارات، مع التركيز على المعبد الهندي في أبوظبي «الذي تعبد فيه الأصنام» على حد تعبير قناة العنصرية والكراهية والبغضاء «الجزيرة»، فأين العالم المتحضر من هذا الخطاب؟

واتباعاً لعادة الغباء المعهود، تعلن «الجزيرة» الإرهابية عن قرب عرض برنامج عنوانه «ما خفي أعظم» وهو يعيد إلى الواجهة ما يسميه نظام قطر «انقلاب 96». طبعاً القصد اتهام دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية بالحركة التي رأت أن حمد بن خليفة قاد انقلاباً استولى فيه على الحكم الشرعي لوالده خليفة بن حمد.. قطريون من الأسرة الحاكمة ومن غيرهم أرادوا تصحيح وضع داخل بلادهم ولا علاقة للإمارات السعودية إلا في رأس قطر وفي وهم نظامها الموتور، أما الغباء السياسي والإعلامي، فيتمثل، والشيء بالشيء يذكر، في التذكير بانقلاب نظام الحمدين الذي ما زال، ويا للمفارقة، يسمي ثورة شعب مصر، متبوعة بانتخابات حرة نزيهة بمعرفة العالم، انقلاباً.

وإذا لم تستح يا نظام قطر فاصنع ما شئت.. بتدافع ما شئت عن جيبوتي التي أخلت بالتزامها تجاه موانئ دبي. كل نظام فلتان من طبعه الانتصار للفوضى ولكل ما هو ضد القانون، لكن حين تبلغ العداوة حد إنتاج قناة «الجزيرة» الإرهابية برنامجاً طويلاً يروج لمظلومية جيبوتي من قبل دبي، ويضم لقاءات لمسؤولين في جيبوتي من رئيس الجمهورية إلى رئيس الميناء إلى أصغر عامل في الميناء، وذلك نحو شرح أو إثبات «إجحاف» الإمارات لجيبوتي، فإن وضعك يا نظام قطر يستحق الشفقة فعلاً.

نظام قطر الذي لم يعد يتقن إلا الاختباء وراء أصابعه المرتعشة، والذي لا يستحي فيصنع ما يشاء، تلتبس عليه أدواره المريبة، فيخدم الإمارات من حيث لا يدري. كل ما يجري في الوطن العربي سببه الإمارات، ووراء كل حدث في العالم، ففتش عن الإمارات! هكذا يروج نظام قطر عبر واجهاته السياسية وأبواقه الإعلامية.

ودولة الإمارات فعلاً عظيمة. دولة الإمارات كبيرة بإرثها وحضارتها وتقدمها وانتمائها للمستقبل، وبعلاقة قيادتها وشعبها، العلاقة التي لا تتكرر في أي مكان آخر. دولة الإمارات عظيمة بشهدائها وبعطائها الإنساني.
القافلة، قافلة الإمارات تسير.....

نقلًا عن الخليج الاماراتيه

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إذا لم تستح يا نظام قطر إذا لم تستح يا نظام قطر



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 21:47 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

يتناغم الجميع معك في بداية هذا الشهر

GMT 19:40 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 04:43 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:09 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab