«ناس السودان زاتو»

«ناس السودان... زاتو»

«ناس السودان... زاتو»

 عمان اليوم -

«ناس السودان زاتو»

بقلم - مشاري الذايدي

 

ماذا عن السودان الجريح؟ هل نسيه الجميع؟

يُقال كلامٌ عن عودة الأمل بحوارٍ جديد ومخرج سلمي للحرب الرهيبة بين السوداني والسوداني، هل تتخيَّل أن يمزّق السوداني - مضرب المثل في الرقي والأخلاق والأمانة والعلم - بلده بيده!؟

علَّامة السودان وأديبها الكبير، البرفسور عبد الله الطيّب وهو أيضاً شاعرٌ، قال ذات مرّة:

كلما لاح برقها خفق القلـبُ... وجاشت من الحنين العروقُ

لاحَ لي هذا الشوق وخفقت أمنيات الأمل، بعدما بلغت الروحُ الحلقوم، وفقد السودانيون كلَّ معنى يسوّغ هذا الاقتتال العبثي بين السودانيين.

اندلعتِ الحرب الحالية بين الجنرالين، البرهان وحميدتي، بالخرطوم في 15 أبريل (نيسان) 2023.

حتى الآن، الأرقام تتحدث عن مقتل آلاف الأشخاص، بينهم من 10 آلاف إلى 15 ألفاً في مدينة واحدة بإقليم دارفور بغرب البلاد، وإصابة آلاف آخرين، وفق الأمم المتحدة.

ستة ملايين ونصف المليون سوداني نازحون داخل السودان. مليونان ونصف المليون لاجئون آخرون للدول المجاورة.

18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليوناً، يعانون من نقض حاد في الغذاء. وغير ذلك من الأرقام المخيفة، وما زال القتال مستعراً بين السوداني والسوداني.

لن نتحدَّث عن أدوار الخارج، السلبي منها والإيجابي، فالأساس هم أهل الدار وأصحاب الأرض، و«ناس السودان زاتو».

لن أتحدَّث عن جيران مصر في أفريقيا، حيث تقع، بل عن جيرانهم وأهلهم العرب في جزيرة العرب.

ما يربط السودان بالجزيرة العربية التي تشكّل السعودية اليوم جُلّها، قديمٌ متجدد، ورباط متفرد... من الدين والتجارة والعلم والثقافة واللهجات والفن والصحافة.

كانت جدة، عروس البحر الأحمر، مؤثرة متأثرة بالثقافة السودانية، ومن يرى جزيرة سواكن السودانية، الواقعة على سمت جدة من البحر الأحمر، كأنَّه في حارة من جدة القديمة، ومن يرى مفردات ونغمات من اللهجة الجداوية الحضرية القديمة يجد فيها نغماً حلواً عربياً فصيحاً به من نسائم البحر الأحمر الآتية من الضفة الغربية السودانية.

الأمر لم يقتصر على ذلك، في كبد نجد، كان لتجار العقيلات المشهورين، رحلات وصلت إلى السودان نفسه، وكانت لهم حكايات وحكايات.

أثر العلم وانتقال أسر علمية شريفة من مكة والطائف إلى السودان معلوم، ولعلَّ من أشهرها الأسرة الميرغنية السودانية.

علامة السودان البرفسور عبد الله الطيب، كان يؤكد دوماً على أصالة العلاقة بين السودان والجزيرة العربية ويقول إنَّ جزءاً من السودان كان يتَّصل بالجزيرة العربية قبل أن ينفجر الأخدود الأفريقي.

لن نتحدث عن رحلات الحج وحكايات قوافلها من دارفور وسنار، نتحدَّث عن العصر الحديث حيث مثَّلت قمّة الخرطوم في عام 1967م، المعروفة بقمة اللاءات الثلاث، تحولاً كبيراً في العلاقات السياسية التي كانت قمة التصالح العربي بقيادة الفيصل بن عبد العزيز وجمال عبد الناصر.

السودان يستحقّ أفضلَ من ذلك اليوم، والمُلام الأول والأساس في كل متاعبه ومآسيه، هم «ناس السودان زاتو».

omantoday

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين

GMT 08:30 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 08:29 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ناس السودان زاتو» «ناس السودان زاتو»



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 05:26 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في برجك يمدك بكل الطاقة وتسحر قلوبمن حولك

GMT 16:53 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab