الفلاسفة والفن

الفلاسفة والفن

الفلاسفة والفن

 عمان اليوم -

الفلاسفة والفن

بقلم:خالد منتصر

الفن كان دائماً موضوعاً مهماً للتأمل والنقاش الفلسفى عبر العصور، حيث اهتم الفلاسفة بتأثيره على النفس البشرية وعلى المجتمع، وهذه بعض آراء الفلاسفة البارزين حول تأثير الفن على الإنسان:

1. أفلاطون: - رؤية أفلاطون للفن كانت مزدوجة فى بعض كتاباته، يعتبر أفلاطون الفن مضللاً، حيث يرى أن الفن مجرد تقليد للواقع (نظرية المحاكاة)، وأنه قد يُبعد الناس عن الحقيقة. لأن الفن، بحسب أفلاطون، يعرض صورة مشوهة وغير حقيقية للعالم. كما كان يخشى أن يثير الفن العواطف غير العقلانية فى النفس البشرية، مما يؤدى إلى الفوضى.

- على الرغم من انتقاداته، كان لأفلاطون أيضاً اعتراف بأن الفن يمكن أن يكون أداة تربوية إذا تم استخدامه لنقل القيم الفاضلة.

2. أرسطو:- أرسطو كان أقل تحفظاً تجاه الفن مقارنة بأفلاطون. فى كتابه «فن الشعر»، شرح أرسطو نظرية التطهير (Catharsis)، والتى تعتبر أن الفن، وخاصة المأساة، يلعب دوراً تطهيرياً فى حياة الناس. وفقاًً له، يمكن للفن أن يساعد فى تنقية المشاعر مثل الخوف والشفقة من خلال تقديم تجارب جمالية قادرة على تحرير النفس.

الفن، حسب أرسطو، ليس مجرد تقليد للواقع، بل وسيلة لفهم أعمق للحقيقة والإنسانية.

3. إيمانويل كانط: كانط ركز على البعد الجمالى للفن، رأى أن التجربة الجمالية للفن هى تجربة فريدة لا ترتبط بتحقيق هدف مادى أو عملى. وهى تجربة خالصة تهدف إلى التأمل فى الجمال بذاته.- كانط اعتقد أن الفن يساعد على تطوير القدرة العقلية على الحكم والتقدير، وبالتالى له تأثير إيجابى على تطور الإنسان الفكرى والروحى.

4. فريدريك نيتشه: كان من أكبر المدافعين عن دور الفن فى تحرير الإنسان. فى كتابه «مولد التراجيديا»، يرى أن الفن هو القوة التى تمنح الحياة معنى وقيمة، وأنه يمثل التعبير الأكثر قوة عن إرادة الحياة.- بحسب نيتشه، الفن يساعد الإنسان على مواجهة العبثية والمآسى فى الحياة، فهو يعطى الناس القوة والشجاعة للعيش بشكل كامل ومكثف.

5. جان بول سارتر: بالنسبة لسارتر، كان الفن مرتبطاً بحرية الإنسان. كان يرى أن الفن هو تعبير عن الحرية والإبداع الفردى. وفى إطار الفلسفة الوجودية، الفن هو وسيلة للتعبير عن القلق والتوتر الذى يواجهه الإنسان فى وجوده. بالنسبة لسارتر، الفن يمكن أن يساعد الإنسان على تحمل الوجود العبثى عن طريق خلق معانٍ جديدة وتعبير عن الحرية الشخصية.إذن تأثير الفن على الإنسان كان دائماً موضوعاً متعدد الأوجه للفلاسفة. بعضهم ركز على القوة العاطفية للفن فى إثارة المشاعر أو تحرير الإنسان من القيود الاجتماعية (مثل نيتشه وأدورنو)، بينما رأى آخرون أن الفن يمكن أن يكون مضللاً أو حتى خطراً (مثل أفلاطون). ومع ذلك، يُجمع الكثيرون على أن الفن يلعب دوراً مهماً فى التأمل والتجربة الجمالية، ويشكل جانباً أساسياً من تجارب الإنسان الروحية والعقلية.

 

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلاسفة والفن الفلاسفة والفن



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab