نجيب محفوظ كاتب أطفال

نجيب محفوظ كاتب أطفال

نجيب محفوظ كاتب أطفال

 عمان اليوم -

نجيب محفوظ كاتب أطفال

بقلم - خالد منتصر

 

عبقرية نجيب محفوظ تتجلى فى أنه يكتب لكل الناس، حتى الأطفال كتب لهم قصة عبقرية فى مجموعة «خمارة القط الأسود»، أقتبس لكم منها بداياتها:

الطفلة: بابا...

الأب: نعم!

الطفلة: أنا وصاحبتى نادية دائماً مع بعض.

الأب: طبعاً يا حبيبتى فهى صاحبتك.

الطفلة: فى الفصل، فى الفسحة، وساعة الأكل.

الأب: شىء لطيف، وهى بنت جميلة ومؤدبة.

الطفلة: لكن فى درس الدين أدخل أنا فى حجرة وتدخل هى فى حجرة أخرى.

لحظ الأم فرآها تبتسم رغم انشغالها بتطريز مفرش، فقال وهو يبتسم:

الأب: هذا فى درس الدين فقط...

الطفلة: لِمَ يا بابا؟

الأب: لأنك لك ديناً وهى لها دين آخر.

الطفلة: كيف يا بابا؟

الأب: أنت مسلمة وهى مسيحية.

الطفلة: لِمَ يا بابا؟

الأب: أنت صغيرة وسوف تفهمين فيما بعد.

الطفلة: أنا كبيرة يا بابا.

الأب: بل صغيرة يا حبيبتى.

الطفلة: لِمَ أنا مسلمة؟

الأب: بابا مسلم، وماما مسلمة، ولذلك فأنت مسلمة.

الطفلة: ونادية؟

الأب: باباها مسيحى، وأمها مسيحية، ولذلك فهى مسيحية.

الطفلة: هل لأن باباها يلبس نظّارة؟

الأب: كلا، لا دخلَ للنظّارة فى ذلك، ولكن لأن جدها كان مسيحياً كذلك.

وقرر أن يتابع سلسلة الأجداد إلى ما لا نهاية حتى تضجر وتتحول إلى موضوع آخر، لكنها سألت:

الطفلة: مَن أحسن؟

وتفكر قليلاً ثم قال:

الأب: المسلمة حسنة، والمسيحية حسنة.

الطفلة: ضرورى واحدة أحسن.

الأب: هذه حسنة، وتلك حسنة.

الطفلة: هل أعمل مسيحية لنبقى دائماً معاً؟

الأب: كلا يا حبيبتى، هذا غير ممكن، كل واحدة تظل كباباها ومامتها.

الطفلة: ولكن لِمَ؟

فى الحقيقة، أن التربية الحديثة طاغية... وسألها.

الأب: ألا تنتظرين حتى تكبرى؟

الطفلة: لا يا بابا.

الأب: حسن، أنت تعرفين الموضة. واحدة تحب موضة، وواحدة تفضّل موضة، وكونك مسلمة هو آخر موضة، لذلك يجب أن تبقى مسلمة.

الطفلة: يعنى أن نادية موضة قديمة؟

الله يقطعك أنت ونادية فى يوم واحد. الظاهر أنه يخطئ، رغم الحذر، وأنه يُدْفَع بلا رحمة إلى عنق زجاجة، وقال:

الأب: المسألة مسألة أذواق، ولكن يجب أن تبقى كل واحدة كباباها ومامتها.

الطفلة: هل أقول لها إنها موضة قديمة وإنى موضة جديدة؟

فبادرها الأب: كل دين حسن، المسلمة تعبد الله، والمسيحية تعبد الله...

الطفلة: ولِمَ تعبده هى فى حجرة وأعبده أنا فى حجرة؟

الأب: هنا يعبَد بطريقة وهناك يعبَد بطريقة...

الطفلة: وما الفرق يا بابا؟

الأب: ستعرفينه فى العام القادم، أو الذى يليه، وكفاية أن تعرفى الآن أن المسلمة تعبد الله، والمسيحية تعبد الله.

الطفلة: ومن هو الله يا بابا؟

وأخذ، وفكر ملياً، ثم سأل مستزيداً من الهدنة:

الأب: ماذا قالت «أبلة» فى المدرسة؟

الطفلة: تقرأ السورة وتعلمنا الصّلاة، ولكنى لا أعرف، ، فمن هو الله يا بابا؟

إذا أردتم معرفة كيف رد الأب بطريقة نجيب محفوظ الروائى ودارس الفلسفة، اقرأوا القصة.

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجيب محفوظ كاتب أطفال نجيب محفوظ كاتب أطفال



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab