الأسد المتوتر

الأسد المتوتر!

الأسد المتوتر!

 عمان اليوم -

الأسد المتوتر

طارق الحميد
لم يبالغ وزير الخارجية البريطاني وهو يصف مقابلة بشار الأسد الأخيرة مع صحيفة «صنداي تايمز» بأنها «إحدى أكثر المقابلات الوهمية التي قام بها رئيس دولة في هذا العصر».. فمن يقرأ المقابلة بتمعن سيجد أن الأسد لم يقل شيئا عدا توجيه التهم، والإمعان في الوهم، وأنه أمام رجل متوتر.. فمثلا، كيف يمكن أن يفهم القارئ إجابة الأسد عن سؤال مفاده أن قبوله للحوار مع المعارضة الآن يعني أنه قد غير رأيه، حيث لم يكن يعترف بها من قبل، حيث يقول في المقابلة: «قد يفهم البعض أني غيرت رأيي لأنني لم أعترف بالكيان الأول للمعارضة ومن ثم اعترفت بالكيان الثاني. في الواقع إنني لم أعترف بأي منهما، والأهم من ذلك أن الشعب السوري لا يعترف بهم ولا يأخذهم على محمل الجد»، ثم يقول مضيفا، وهذا هو الأهم: «عندما يفشل منتج معين في السوق فإنهم يسحبون المنتج، يغيرون اسمه ويغلفونه بشكل مختلف ومن ثم يطرحونه مجددا في السوق، لكنه لا يزال على عيبه. الكيانان الأول والثاني هما نفس المنتج، لكن الغلاف مختلف».. فهل بعد هذا الوهم وهم؟ وهل بعد هذا التخبط تخبط؟ فهل يقبل الأسد بالحوار أساسا أم لا؟ وكيف يدعو للحوار ثم يقول إنه لا يعترف أساسا بالمعارضة، خصوصا أن الصحافية البريطانية قد سألته سؤالا محددا، وقاسيا، حيث قالت له: «عندما تستلقي في سريرك بالليل، هل تسمع الانفجارات في دمشق؟.. هل تشعر بالقلق على عائلتك؟.. هل تقلق من أن سلامتك الشخصية قد تتعرض للخطر؟». حقا إنها قمة التناقضات، والإمعان في الوهم. ولذا، فإنه لا جديد في مقابلة الأسد، فلا تصريحات سياسية أو رسائل يمكن أن يستشف منها أي رؤية للخروج من الأزمة. الجديد الذي قدمه الأسد في مقابلته هو الهجوم على السعودية، ولأول مرة على لسانه شخصيا، وليس عبر وسائل إعلامه، أو الإعلام الإيراني، وبالطبع هاجم الأسد تركيا، وتحديدا أردوغان، وقطر، لكنها المرة الأولى التي يهاجم فيها السعودية، وهو الأمر الذي تجنبه هو ورموز نظامه طوال العامين الماضيين.. عدا ذلك فلا جديد سوى أن الأسد بدا متوترا، وأفرط في مهاجمة الجميع، وتصوير الثورة على أنها مؤامرة كونية، وأنه آخر معاقل العلمانية في المنطقة، بل إن الأسد بدا في المقابلة وكأنه معمر القذافي في آخر أيامه، خصوصا أن المقابلة نشرت في نفس اليوم الذي كان يزور فيه رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب مناطق في ريف حلب! مقابلة الأسد تثبت لنا أمرا واحدا، وهو أن كل الحلول السياسية المنشودة، من خلال الحوار مع النظام، ما هي إلا إضاعة وقت مع أسد مستلقٍ سلم أمره لإيران وحزب الله، بل لا يمكن تصديق أن الروس سيذهبون إلى آخر المطاف مع رجل بهذا المنطق، والتفكير، خصوصا وهو يخسر على الأرض بوتيرة متصاعدة، وينوي الانتحار آخذا سوريا كلها معه إلى الهاوية.
omantoday

GMT 20:15 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

ثلاثة مسارات كبرى تقرّر مستقبل الشّرق الأوسط

GMT 20:12 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

لا تعزية حيث لا عزاء

GMT 20:11 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

حطب الخرائط ووليمة التفاوض

GMT 20:10 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

خرافات العوامّ... أمس واليوم

GMT 20:08 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

لماذا فشلت أوسلو ويفشل وقف إطلاق النار؟

GMT 20:08 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

الخصوصية اللبنانية وتدوير الطروحات المستهلكة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسد المتوتر الأسد المتوتر



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 04:32 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday

Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.

Beirut Beirut Lebanon