الأسد والفتوى العلمانية

الأسد والفتوى العلمانية!

الأسد والفتوى العلمانية!

 عمان اليوم -

الأسد والفتوى العلمانية

طارق الحميد

في الوقت الذي قال فيه بشار الأسد، في مقابلته الصحافية الأخيرة، إن نظامه يمثل آخر معقل من معاقل العلمانية في المنطقة، أصدر مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا، المحسوب على النظام، فتوى دعا فيها للجهاد دفاعا عن الأسد، فما معنى ذلك؟ هذه الفتوى ليست دليلا على وهن النظام، وتداعيه واقتراب سقوطه وحسب، بل هي دليل آخر على أكاذيبه، ليس اليوم بل طوال فترة حكم النظام، الأب والابن. ففي ظل النظام الأسدي، الأب والابن، تلحفت سوريا بلحاف العروبة بينما كانت الحليف الأوحد للنظام الإيراني في المنطقة، ورغم ذلك انطلت كذبة العروبة على كثر، عربيا. وتبنى النظام الأسدي، الأب والابن أيضا، شعار المقاومة والممانعة، ولم يطلق رصاصة لتحرير الجولان، بل أطلق الرصاص في كل مكان تدعيما لركائز حكمه، وتعزيزا للدور الإيراني؛ أطلق الرصاص بالنيابة تارة، وباستئجار وتطويع العملاء والحلفاء تارة أخرى، وفي كل مكان. والأمر لا ينتهي عند هذا الحد، بل إن النظام الأسدي هو من قاد العملية السياسية في لبنان طوال العقود الأربعة الأخيرة، وأوهم الجميع بأنه حريص على استقرار لبنان، وتمتين جبهته الداخلية ضد الاختراق الإسرائيلي، وردد البعض أن لبنان هو الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، كما أوهم حلفاء إيران والأسد في لبنان، وعلى رأسهم حزب الله، الجميع حين قالوا إن شرعيتهم قائمة على السلاح «المقاوم» وصناديق الاقتراع، بينما هم مجرد أتباع لإيران، وبحماية حليفه الأسدي الأكثر إجراما في المنطقة، وانطلت هذه الحيلة أيضا على كثر في المنطقة، والغرب. وفعل نظام الأسد، ومنذ احتلال العراق، نفس الأمر، حيث ظهر بوجهين؛ الأول ضد الاحتلال، والآخر مساند له، وذلك حين أوهم الأسد واشنطن بأنه إحدى ركائز استقرار العراق، ومحاربة «القاعدة»، التي كانت تسرح وتمرح في العراق بتنسيق سوري - إيراني، وانطلت هذه الحيلة أيضا على الأميركيين! اليوم، وبعد الثورة السورية، انكشفت ورقة التوت عن هذا النظام، وسقطت كل حيله وأكاذيبه، وآخرها أنه معقل العلمانية، وحامي الأقليات، وذلك بعد دعوة دار الإفتاء الأعلى السورية للجهاد دفاعا عن الأسد، وهي الدعوة التي ما قالها حتى الثوار، ولو صدرت عنهم رسميا، مثلا، لقامت الدنيا ولم تقعد في الغرب، ولقيل إن هذه الثورة طائفية، وإقصائية، بل لو صدرت دعوة الجهاد هذه من قبل الثوار لأقام الروس الدنيا ولم يقعدوها، خصوصا أن موسكو هي أكثر من يتحدث عن التطرف في سوريا، والخوف من إقصاء المكونات السورية الأخرى إثر سقوط الأسد. عليه، فهل بقي هناك من يصدق حيل النظام الأسدي؟ وهل بقي هناك من يصدق أنه ما زال هناك أمل للتوصل إلى حل سياسي في سوريا، وبمشاركة النظام؟ وهل بقي هناك من هو غير مقتنع بأن التطرف والإرهاب، والخطر كله في سوريا، هو من صنيعة نظام بشار الأسد نفسه؟ أعتقد أن الإجابة عن كل تلك الأسئلة واضحة، ومعروفة ومحسومة. ولذا، فإن المحير هو: ما الذي تبقى ليهب المجتمع الدولي لنصرة السوريين، واستئصال هذا النظام الإجرامي من سوريا؟ نقلا عن الشرق الاوسط

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسد والفتوى العلمانية الأسد والفتوى العلمانية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab