هذه المرة الصواريخ من الجنوب واضحة

هذه المرة الصواريخ من الجنوب واضحة

هذه المرة الصواريخ من الجنوب واضحة

 عمان اليوم -

هذه المرة الصواريخ من الجنوب واضحة

علي الأمين

لم تكن المرة الاولى التي تنطلق صواريخ من مناطق جنوب لبنلن باتجاه اسرائيل خلال عملية "الجرف الصامد" العدوانية على غزة. فالصاروخ الذي انطلق مساء الاثنين من منطقة الجرمق بين أقضية النبطية وجزين ومرجعيون، وهي منطقة غير مأهولة، وفي الاجمال بلدات تقطنها غالبية مسيحية، كان سبقها خلال الاسابيع الماضية عمليات مشابهة، لكن من مناطق العرقوب ذات الغالبية السكانية السنّية، وأخرى من منطقة صور وعلى بعد كيلومترات قليلو من مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين، واخرى قبل ايام من قرب بلدة الظهيرة الحدودية، وهي من بين بلدات قليلة تقطنها غالبية سنيّة في المنطقة.

على ان اللافت في مواكبة العملية الاخيرة ليل الاثنين، من قبل بعض وسائل الاعلام القريبة من ايران، "الميادين"، تأكيدها اصابة جنرال اسرائيلي من لواء جولاني نتيجة عملية قنص تعرض لها من محيط بلدة العديسة المحاذية للحدود في قضاء "مرجعيون" في الليلة نفسها. هذا الخبر، الذي تداولته وسائل الاعلام نقلا عن المحطة المذكورة، لم تشر اليه وسائل الاعلام الاسرائيلية ولا اي جهة عسكرية. علما ان الاذاعة الاسرائيلية كانت اشارت الى سقوط صاروخ اصاب منزلا في مستعمرة كريات شمونة المقابلة للحدود.

كذلك كان لافتا ان التحركات الاسرائيلية التي اعقبت عملية اطلاق الصاروخ هذه المرة كانت اكثر من المرات السابقة. فقد طالت قذائفها الخمسين دائرة جغرافية واسعة وطرقا فرعية في منطقة الجرمق وصولا الى محيط النبطية، واطلقت عشرات القنابل المضيئة، وشهدت اجواء النبطية ومرجعيون تحليق طائرات اسرائيلية من دون طيار. وتجدر الاشارة الى ان المنطقة التي اطلق منها الصاروخ تقع شمال نهر الليطاني، وان كانت محاذية له، وهي المرة الاولى التي يتم اطلاق صواريخ باتجاه اسرائيل من شمال الليطاني ويسقط في الاراضي الاسرائيلية، كما انها المرة الاولى التي تطال القذائف الاسرائيلية منطقة شمال الليطاني في الجنوب منذ عدوان 2006.

ورغم ان عملية اطلاق الصواريخ تمت من دون اعلان اي جهة مسؤوليتها، فإن الملاحظ ان اطلاقها لم يؤد الى ايقاع خسائر بشرية اسرائيلية، وهو ربما ما يجعل الرد الاسرائيلي مقتصرا على مواقع غير مأهولة. فهذه الصواريخ حتى الآن تبدو مدروسة رغم ان مطلقيها يحرصون على ترك آثار توحي بأنهم غير محترفين سواء من المنصات المستخدمة، او الابقاء على صاروخ في موقع الاطلاق يظهر ان واضعيه فشلوا في اطلاقه. ومرد هذا التفسير هو انه من الصعوبة بمكان قيام مجموعات بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه اسرائيل ومن اكثر من منطقة من دون ان تنكشف هوية هؤلاء او الجهة التي ينتمون اليها... باستثناء ما حصل في محيط بلدة الهبارية في العرقوب حين اعتقلت الاجهزة الرسمية حسين عطوي بتهمة اطلاق صواريخ وعادت وافرجت عنه.

حتى الآن ليس هناك مخاوف حقيقية من تطور هذه العمليات نحو ما هو اخطر، اي حصول مواجهة على طرفي الحدود الجنوبية، وثمة انطباع لدى المواطنين في القرى الجنوبية ان المحافظة على هذه الوتيرة من العمليات واكتفاء اسرائيل بهذا الحدّ من الردود التي تطال المدنيين او المناطق الآهلة، يبقى محمولا ويمكن السكوت عنه. ورغم ان عملية اطلاق الصاروخ جاءت غداة اعلان الحرس الثوري الايراني اسقاط طائرة اسرائيلية من دون طيار على مقربة من منشأة نطنز النووية، ثمة اطمئنان يمكن تلمسه لدى عموم ابناء المناطق الحدودية، لا سيما من ابناء الطائفة الشيعية، ان حزب الله لن يبادر الى شنّ اي مواجهة عسكرية مع اسرائيل، لأسباب شتى تتصل بالتحديات التي يواجهها اقليميا، ونظام الاولويات الذي يفرض عليه المحافظة على مناطق آمنة له. والجنوب اللبناني هو المنطقة الاكثر استقرارا في لبنان منذ صدور القرار 1701.

التقديرات الامنية والسياسية من مصادر سياسية رسمية وحزبية ليست قلقة من تطور عسكري في الجنوب. وهذه العمليات هي تذكيرية ليس اكثر. ويتقاطع مع هذه التقديرات ما تؤكده مصادر فلسطينية في حركتي فتح وحماس، ومفاده ان لا احد في وارد فتح جبهة الجنوب مع اسرائيل، علما ان اسرائيل كذلك ليست في وارد فتح جبهتين في غزة ولبنان، اذا لم يتم احراجها بعمل عسكري يتجاوز اطلاق الصواريخ من دون سقوط ضحايا.

 

omantoday

GMT 16:32 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 16:31 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 16:29 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 16:28 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 16:27 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

GMT 16:25 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 16:25 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانون السوريون وفخ المزايدات

GMT 16:24 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الباشا محسود!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذه المرة الصواريخ من الجنوب واضحة هذه المرة الصواريخ من الجنوب واضحة



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 15:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 عمان اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 09:56 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

طرق فعالة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab