هم يحيون بالتطرف لا يستخدمونه فقط

هم يحيون بالتطرف... لا يستخدمونه فقط

هم يحيون بالتطرف... لا يستخدمونه فقط

 عمان اليوم -

هم يحيون بالتطرف لا يستخدمونه فقط

بقلم:مشاري الذايدي

هناك وهمٌ ضارٌّ في بعض السياسات التي تُدار بها الأمور مع الدول أو القوى الخارجية أو الداخلية، ذات الشوكة والقدرة على الإخافة، الوهم هو: تقديس الدبلوماسية والحوار، للأبد، وفي كل الأحوال، فتصبح الدبلوماسية والحوارات، والمفاوضات والزيارات والذهاب والمجيء، والأخذ والردّ... وديمومة الحكي؛ هي بحدّ ذاتها نصرٌ وإنجاز!

أبرز مثالٍ على سوء هذا النهج، القضية الفلسطينية المعضلة، التي صار مجرد وجود مفاوضات حولها، وحوارات واجتماعات، مطلباً قائماً بنفسه، جوهراً فرْداً كما يقول أهل علم الكلام قديماً.

من الأمثلة الشاخصة على سوء هذا النهج، ونتائجه القاتلة، لكن بالتدريج، نهج التعامل الأميركي ومن خلفه الغربي، مع النظام الإيراني الثوري، منذ «ليونة» الرئيس الأميركي الراحل هذه الأيام، جيمي كارتر، مع أزمة الرهائن الأميركان في الأيام الأولى من وصول الخلايا الثورية لحكم إيران، بعد تواطؤ أو تخاذل أميركا «الكارترية» والسماح بسقوط نظام الشاه، بل المساعدة على ذلك. الحقيقة المرّة، لكن المُوجزة للوقت والعناء، هي أن الأنظمة الأصولية لا يمكن إصلاحها.

حول هذه المعاني، يورد الأستاذ والكاتب الإيراني الكبير، أمير طاهري، في مقالته بهذه الجريدة، تحت عنوان إيران: مواءمة قطع الأحجية الخاطئة الراهنة؛ إذ يقول: «من الخطأ الواضح الافتراض أن مشكلات البلاد يمكن حلها عبر المحادثات أو حتى العلاقات مع الولايات المتحدة. إن أميركا تعاني من مشكلات جوهرية تتعلق بطبيعة نظامنا ذاته».

يسأل المرشدُ هذه الأسئلة الفصيحة: «هل ستنتهي مشكلاتنا مع أميركا إذا تراجعنا عن المسألة النووية؟ كلا يا سيدي! سوف يثيرون مسألة صواريخنا. لماذا تحتاجون إلى صواريخ كثيرة للغاية؟ وماذا تقصدون أن تفعلوا بها؟ ثم سوف يثيرون قضية محور المقاومة الذي خلقناه (في جميع أنحاء المنطقة). وإذا حللنا تلك المشكلات وتراجعنا فإنهم سوف يثيرون مسألة حقوق الإنسان. ولكن حتى لو تراجعتم عن ذلك، فسوف يطالبون بفصل الدين عن الدولة. بعبارة أخرى، يريدون لنا أن نصير دولة عادية، أمر لا يمكن أن يكون عليه النظام الذي أنشأه الإمام الخميني أبداً».

المُبتغى استخلاصه يا سادة يا كرام، هو عدم مخادعة الذات وتعمية البصر وتغشية البصيرة، المشكلة ليست لديك، فأنت حسنُ النية صادقُ العزم على السلام والوئام، المشكلة في خلايا العقل لدى الطرف الآخر، خلايا إذا أماتها... مات هو معها!

كل ما سبق لا يعني إعلان الحروب الخالدة على هذا الصنف من الجماعات والأنظمة، القدامى منهم والوافدين الجدد، السنة والشيعة، بل يعني وضوح الصورة لنا، والتعامل مع الواقع كما هو، ومحاولة «اقتناص» لحظات صالحة منه، ولله الأمر من قبل ومن بعد

 

omantoday

GMT 12:06 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 11:20 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

الإنسانية لا تتجزأ….

GMT 11:18 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ممَّ يخاف كارل غوستاف؟

GMT 11:18 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

نهاية الحروب اللبنانية مع إسرائيل

GMT 11:17 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

مسألة «الصراع» و«القضيّة» اليوم!

GMT 11:15 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

لبنان العربي وعودة الدولة

GMT 11:14 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

قراءة في معاني انتخاب رئيس لبنان الجديد

GMT 11:13 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ماذا يحدث في السودان؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هم يحيون بالتطرف لا يستخدمونه فقط هم يحيون بالتطرف لا يستخدمونه فقط



أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ عمان اليوم

GMT 22:38 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 عمان اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 22:44 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
 عمان اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:21 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الميزان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab